کد مطلب:127441 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:327

مناظرته مع معاویة و أصحابه
كل من وقف علی هذا الفصل أدرك لؤم الأمویین و حقارتهم و نفسیاتهم الخبیثة، فلم تدعهم دناءتهم بترك الحسن علیه السلام و شأنه و قد بایع لهم؛ و ترك لهم الملك و السلطان دون أن یرسلوا خلفه، لا لغرض الا لسبه و سب أبیه علیه السلام.

قال ابن أبی الحدید: روی الزبیر بن بكار فی كتاب المفاخرات قال: اجتمع عند معاویة عمرو بن العاص، و الولید بن عقبة بن أبی معیط، و عتبة بن أبی سفیان ابن حرب، و المغیرة بن شعبة، و قد كان بلغهم عن الحسن بن علی علیه السلام قوارص، و بلغه عنهم مثل ذلك، فقالوا: یا أمیرالمؤمنین ان الحسن قد أحیا أبا و ذكره، و قال فصدق، و أمر فأطیع، و خفقت له النعال. و ان ذلك لرافعه الی ما هو أعظم منه، و لا یزال یبلغنا عنه ما یسؤنا.

قال معاویة: فما تریدون؟

قالوا:ابعث علیه فلیحضر لنسبه، و نسب أباه، و نعیره ونوبخه، و نخبره أن أباه قتل عثمان و نقرره بذلك، و لا یستطیع أن یغیر علینا شیئا من ذلك.

قال معاویة: انی لا أری ذلك و لا أفعله.

قالوا: عزمنا علیك یا أمیرالمؤمنین لتفعلن.

فقال: ویحكم لا تفعلوا، فوالله ما رأیته قط جالسا عندی الا خفت مقامه، و عبیه لی.

قالوا: ابعث الیه علی كل حال.



[ صفحه 151]



قال: ان بعثت الیه لأنصفنه منكم.

فقال عمرو بن العاص: أتخشی أن یأتی باطله علی حقنا، أو یربی قوله علی قولنا؟!

قال معاویة: أما انی أبعث الیه لآمرنه أن یتكلم بلسانه كله.

قالوا: مره بذلك.

قال: أما اذا عصیتمونی و بعثم الیه، و أبیتم الا ذلك، فلا تعرضوا له فی القول، و اعلموا أنهم أهل بیت لا یعیبهم العائب، لا یلصق بهم العار، ولكن اقذفوه بحجره، تقولون له: ان أباك قتل عثمان، و كره خلافة الخلفاء من قبله.

فبعث الیه معاویة فجاءه رسوله فقال: ان أمیرالمؤمنین یدعوك.

قال: من عنده؟ فسماهم.

فقال الحسن علیه السلام: ما لهم خر علیهم السقف من فوقهم و أتاهم العذاب من حیث لا یشعرون ثم قال: یا جاریة ابغینی ثیابی، اللهم انی أعوذ بك من شرورهم، و ادرأ بك فی نحورهم، و أستعین بك علیهم، فاكفینهم كیف شئت، و أنی شئت بحول منك و قوة یا أرحم الراحمین.

ثم قام فدخل علی معاویة فأعظمه و أكرمه، و أجلسه الی جانبه، و قد ارتاد القوم و خطروا خطران الفحول، بغیا فی أنفسهم و علوا، ثم قال، یا أبامحمد ان هؤلاء بعثوا الیك و عصونی.

فقال الحسن علیه السلام: سبحان الله الدار دارك، و الاذن فیها الیك، والله ان كنت أجبتهم الی ما أرادوا و ما فی أنفسهم انی لأستحی لك من الفحش، و ان كانوا غلبوك علی رأیك انی لأستحی لك من الضعف، فأیهما تقر، و أیهما تنكر، أما انی لو علمت بمكانهم جئت معی بمثلهم من بنی عبدالمطلب [1] ، و ما لی أن أكون مستوحشا منك و لا منهم ان ولیی الله و هو یتولی الصالحین.



[ صفحه 152]



فقال معاویة: یا هذا انی كرهت أن أدعوك، ولكن هؤلاء حملونی علی ذلك مع كراهتی له، و أن لك منهم النصف، و منی و انما دعوناك لنقررك أن عثمان قتل مظلوما، و أن أباك قتله، فاستمع منهم، ثم أجبهم، و لا تمنعك وحدتك و اجتماعهم أن تتكلم بكل لسانك.

فتلكم عمرو بن العاص: فحمد الله، و صلی علی رسوله، ثم ذكر علیا علیه السلام، فلم یترك شیئا یعیبه به الا قاله، و قال: انه شتم أبابكر و كره خلافته، و امتنع من بیعته، ثم بایعه مكرها، و شرك فی دم عمر، و قتل عثمان طلما، و ادعی من الخلافة ما لیس له، ثم ذكر الفتنة یعیره بها، و أضاف الیه مساوی ء و قال: انكم یا بنی عبدالمطلب لم یكن الله لیعطیكم الملك علی قتالكم الخلفاء، و استحلالكم ما حرم الله من الدماء. و حرصكم علی الملك، و اتیانكم ما لا یحل لكم، ثم انك یا حسن تحدث نفسك أن الخلافة صائرة الیك، و لیس عندك عقل ذلك و لا لبه، كیف تری الله سبحانه سلبك عقلك، و تركك أحمق قریش، یسخر منك و یهزأ بك، و ذلك لسوی عمل أبیك، و انما دعوناك لنسبك و أباك، فأما أباك فقد تفرد الله به، و كفانا أمره، و أما أنت فانك فی أیدینا نختار فیك الخصال، ولو قتلناك ما كان علینا اثم من الله، و لا عیب من الناس، فهل تستطیع أن ترد علینا و تكذبنا؟ فان كنت تری انا كذبنا فی شی ء فأردده علینا فیما قلنا، و الا فاعلم أنك و أباك ظالمان.

ثم تكلم الولید بن عقبة بن أبی معیط فقال: یا بنی هاشم انكم كنتم أخوال عثمان فنعم الولد كان لكم، فعرف حقكم، و كنتم أصهاره فنعم الصهر كان لكم یكرمكم، فكنتم أول من حسده، فقتله أبوك ظلما، لا عذر له و لا حجة، فكیف ترون الله طلب بدمه، و أنزلكم منزلتكم؛ ولله ان بنی أمیة خیر لبنی هاشم من بنی هاشم لبنی أمیة؛ و ان معاویة خیر لك من نفسك.

ثم تلكم عتبة بن أبی سفیان فقال: یا حسن كان أبوك شر قریش لقریش لسفكه لدمائها، و قطعه لأرحامها، طویل السیف و اللسان، یقتل الحی، و یعیب المیت، و انك ممن قتل عثمان و نحن قاتلوك به، و أما رجاؤك الخلافة فلست فی زندها قادحا،



[ صفحه 153]



و لا فی میراثها راجحا، و انكم یا بنی هاشم قتلتم عثمان، و ان من الحق أن نقتلك و أخاك به، فأما أبوك فقد كفانا الله أمره، و أقاد منه، و أما أنت فوالله ما علینا لو قتلناك بعثمان اثم و لا عدوان.

ثم تكلم المغیرة بن شعبة فشتم علیا و قال: ما أعیبه فی قضیة یخون، و لا فی حكم یمیل ولكنه قتل عثمان.

ثم سكتوا، فتكلم الحسن بن علی علیه السلام: فحمد الله و أثنی علیه، و صلی علی رسوله و آله، ثم قال: أما بعد یا معاویة فما هؤلاء شتمونی ولكنك شتمتنی، فحشا ألفته، و سوء رأی عرفت به، و خلقا سیئا ثبت علیه، و بغیا علینا، و عداوة منك لمحمد و أهله، ولكن اسمع یا معاویة و اسمعوا، فلأقولن فیك و فیهم ما هو دون ما فیكم: أنشدكم الله أیها الرهط أتعلمون أن الذی شتمتموه منذ الیوم صلی القبلتین كلیهما و أنت یا معاویة بهما كافرا تراها ضلالة، و تعبد اللات و العزی غوایة، و أنشدكم الله هل تعلمون أنه بایع البیعتین كلیهما: بیعة الفتح، و بیعة الرضوان، و أنت یا معاویة بأحدهما كافر، و بالأخری ناكث، و أنشدكم الله هل تعلمون أنه أول الناس ایمانا، و أنك یا معاویة و أباك من المؤلفة قلوبهم: تسرون الكفر، و تظهرون الاسلام، و تستمالون بالأموال، و أنشدكم الله ألستم تعلمون أنه كان صاحب رایة رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم یوم بدر، و أن رایة المشركین كانت مع معاویة و مع أبیه، ثم لقیكم یوم أحد و یوم الأحزاب و معه رایة رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم، و معك و مع أبیك رایة الشرك، و فی كل ذلك یفتح الله له، و یفلج حجته، و ینصر دعوته، و یصدق حدیثه، و رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فی تلك المواطن كلها عنه راض، و علیك و علی أبیك ساخط و أنشدك الله یا معاویة أتذكر یوما جاء أبوك علی جمل أحمر و أنت تسوقه، و أخوك عتبة هذا یوقده، فرآكم رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فقال: اللهم العن الراكب و القائد و السائق، أتنسی یا معاویة الشعر الذی كتبته الی أبیك لما هم أن یسلم، تنهاه عن ذلك:



یا صخر لا تسلمن یوما فتفضحنا

بعد الذین ببدر أصبوا مزقا



خالی و عمی و عم الأم ثالثهم

و حنظل الخیر قد أهدی لنا الأرقا



لا تركنن الی أمر تكلفنا

و الراقصات به فی مكة الخرقا



[ صفحه 154]



فالموت أهون من قول العداة لقد

حاد ابن حرب عن العزی اذا فرقا



والله لما أخفیت من أمرك أكبر مما أبدیت، و أنشدكم الله أیها الرهط أتعلمون أن علیا حرم الشهوات علی نفسه بین أصحاب رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فأنزل فیه: (یآیها الذین ءامنوا لا تحرموا طیبت مآ أحل الله لكم) و أن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم بعث أكابر أصحابه الی بنی قریظة فنزلوا من حصنهم فهزموا، فبعث علیا بالرایة فاستنزلهم علی حكم الله و حكم رسوله، و فعل فی خیبر مثلها، ثم قال: یا معاویة أظنك لا تعلم أنی أعلم ما دعا به علیك رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم لما أراد أن یكتب كتابا الی بنی خزیمة، فبعث الیك و نهمك الی أن تموت، و أنتم أیها الرهط نشدتكم الله ألا تعلمون أن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم لعن أباسفیان فی سبعة مواطن لا تستطیعون ردها: أولها: یوم لقی رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم خارجا من مكة الی الطائف یدعو ثقیف الی الدین، فوقع به، و سبه و سفهه و شتمه و كذبه و توعده، و هم أن یبطش به، فلعنه الله و رسوله و صرف عنه، و الثانیة: یوم العیر اذ عرض لها رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم و هی جائیة من الشام، فطردها أبوسفیان و ساحل بها، فلم یظفر المسلمون بها، و لعنه رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم و دعا علیه، فكانت وقعة بدر لأجلها، و الثالثة: یوم أحد حیث وقف تحت الجبل، و رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فی أعلاه، و هو ینادی: أعل هبل، مرارا، فلعنه رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم عشر مرات، و لعنه المسلمون. و الرابعة: یوم جاء بالأحزاب و غطفان و الیهود، فلعنه رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم و ابتهل. و الخامسة: یوم جاء أبوسفیان فی قریش فصدوا رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم عن المسجد الحرام و الهدی معكوفا أن یبلغ محله، و ذلك یوم الحدیبیة، فلعن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم أباسفیان، و لعن القادة و الأتباع و قال: ملعونون كلهم، و لیس فیهم من یؤمن.

فقیل: یا رسول الله أفما یرجی الاسلام لأحد منهم فكیف باللعنة؟

فقال: لا تصیب اللعنة أحدا من الأتباع، و أما القادة فلا یفلح منهم أحد، و السادسة: یوم الجمل الأحمر، و السابعة: یوم وقفوا لرسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فی العقبة لیستنفروا ناقته، و كانوا اثنی عشر رجلا، منهم أبوسفیان، فهذا لك یا معاویة، و أما أنت یا ابن العاص فان أمرك مشترك وضعتك أمك مجهولا من عهر و سفاح، فتحاكم فیك أربعة من قریش، فغلب علیك جزارها، ألأمهم حسبا، و أخبثهم منصبا، ثم قام



[ صفحه 155]



أبوك فقال: أنا شانی محمد الأبتر، فأنزل الله فیه ما أنزل، قاتلت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فی جمیع المشاهد، و هجوته و آذیته بمكة، و كدته كیدك كله و كنت من أشد الناس له تكذیبا و عداوة، ثم خرجت ترید النجاشی مع أصحاب السفینة لتأتی بجعفر و أصحابه الی أهل مكة، فلما أخطأك ما رجوت، و رجعك الله خائبا، و أكذبك واشیا، جعلت حدك علی صاحبك عمارة ابن الولید، فوشیت به الی النجاشی حسدا لما ارتكب من حلیلتك، ففضحك الله و فضح صاحبك، فأنت عدو بنی هاشم فی الجاهلیة و الاسلام ثم انك تعلم و كل هذا الرهط یعلمون، أنك هجوت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم بسبعین بیتا من الشعر، فقال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: اللهم انی لا أقول الشعر، و لا ینبغی لی، اللهم العنه بكل حرف ألف لعنة، فعلیك اذا من الله ما لا یحصی من اللعن، و أما ما ذكرت من أمر عثمان، فأنت سعرت علیه الدنیا نارا، ثم لحقت بفلسطین، فلما أتاك قتله قلت: أنا أبوعبدالله اذا نكأت قرحة أدمیتها، ثم حبست نفسك الی معاویة و بعت دینك بدنیاه، فلسنا نلومك علی بغض و لا نعاتبك علی ود، و بالله ما نصرت عثمان حیا و لا غضبت له مقتولا.

ویحك یا ابن العاص ألست القائل فی بنی هاشم لما خرجت من مكة الی النجاشی:



تقول ابنتی أین هذا الرحیل

و ما السیر منی بمستنكر



فقلت ذرینی فانی امرؤ

أرید النجاشی فی جعفر



لأكویه عنده كیة

أقیم بها نخوة الأصعر



و شانی أحمد من بینهم

و أقولهم فیه بالمنكر



و أرجی الی عتبة جاهدا

ولو كان كالذهب الأحمر



و لا انثنی عن بنی هاشم

و ما اسطعت فی الغیب و المحضر



فان قبل العتب منی له

و الا لویت له مشفری



فهذا جوابك هل سمعته؟

و أما أنت یا ولید فوالله ما ألومك علی بغض علی و قد جلدك ثمانین فی الخمر،



[ صفحه 156]



و قتل أباك بین یدی رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم صبرا، و أنت الذی سماه الله الفاسق، و سمی علیا المؤمن حیث تفاخرتما فقلت له: اسكت یا علی فأنا أشجع منك جنانا، و أطول منك لسانا، فقال لك علی: اسكت یا ولید فأنا مؤمن و أنت فاسق، فأنزل الله فی موافقة قوله: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا یستون) ثم أنزل فیك علی موافقة قوله أیضا: (ام جآءكم فاسق بنبا فتبینوا) ویحك یا ولید مهما نسیت فلا تنس قول الشاعر فیك و فیه:



أنزل الله و الكتاب عزیز

فی علی وفی الولید قرانا



فتبوا الولید اذ ذاك فسقا

و علی مبوأ ایمانا



لیس من كان مؤمنا عمرك الله

كمن كان فاسقا خوانا



سوف یدعی الولید بعد قلیل

و علی الی الحساب عیانا



فعلی یجزی بذاك جنانا

و ولید یجزی بذاك هوانا



رب جد لعقبة بن أبان

لابس فی بلادنا تبانا



و ما أنت و قریش، انما أنت علج من أهل صفوریة، و اقسم بالله لأنت أكبر فی المیلاد، و أسن مما تدعی الیه.

و أما أنت یا عتبة فوالله ما أنت بحصیف فأجیبك، و لا عاقل فأحاورك و أعاتبك، و ما عندك خیر یرجی، و لا شر یتقی، و ما عقلك و عقل أمتك الا سواء؛ و ما یضر علیا لو سببته علی رؤوس الأشهاد، و أما وعیدك ایای بالقتل فهلا قتلت اللحیانی اذ وجدته علی فراشك، أما تستحی من قول نصر بن حجاج فیك:



یا للرجال و حادث الأزمان

و لسبة تخزی أباسفیان



نبئت عتبة خانه فی عرسه

جنس لئیم الأصل من لحیان



و بعد هذا ما أربأ بنفسی عن ذكره لفحشه، فكیف یخاف أحد سیفك و لم تقتل فاضحك؟ و كیف ألومك علی بغض علی و قد قتل خالك الولید مبارزة یوم بدر، و شرك حمزة فی قتل جدك عتبة، و أوحدك من أخیك حنظلة فی مقام واحد؟

و أما أنت یا مغیرة فلم تكن بخلیق أن تقع فی هذا و شبهه، و انما مثلك مثل



[ صفحه 157]



البعوضة اذ قالت للنخلة: استمسكی فانی طائرة عنك، فقالت النحلة: و هل علمت بك واقعة علی فاعلم بك طائرة عنی، والله ما نشعر بعداوتك ایانا، و لا اغتممنا اذ علمنا بها، و لا یشق علینا كلامك، و ان حد الله فی الزنا لثابت علیك، و لقد درأ عمر عنك حقا الله سائله عنه؛ و لقد سألت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم هل ینظر الرجل الی المرأة یرید أن یتزوجها؟

فقال: لا بأس بذلك یا مغیرة ما لم ینو الزنا، لعلمه بأنك زان.

و أما فخركم علینا بالامارة فان الله تعالی یقول: (و اذآ أردنا أن نهلك قریة أمرنا مترفیها ففسقوا فیها فحق علیها القول فدمرنها تدمیرا).

ثم قام الحسن فنفض ثوبه فانصرف، فتعلق عمرو بن العاص بثوبه و قال: یا أمیرالمؤمنین قد شهدت قوله و قذفه أمی بالزنا، و أنا مطالب له بحد القذف.

فقال معاویة: خل عنه لا جزاك الله خیرا، فتركه، فقال معاویة: قد أنبأتكم أنه ممن لا تطاق عارضته، و نهیتكم أن تسبوه فعصیتمونی، والله ما قام حتی أظلم علی البیت، قوموا عنی فلقد فضحكم الله و أخزاكم بترككم الحزم و عدولكم عن رأی الناصح المشفق، والله المستعان [2] .



[ صفحه 158]




[1] يريد عليه السلام أنك لو أعلمتني بمكان هؤلاء و اجتماعهم عندك.

[2] شرح نهج البلاغة 2 / 104.